19 - 07 - 2024

عكس عكاس| من دفتر الصحافة.. القاتل برئ والمقتول مذنب والعين ماتعلاش على الحاجب!!

عكس عكاس| من دفتر الصحافة.. القاتل برئ والمقتول مذنب والعين ماتعلاش على الحاجب!!

بطلة الحكاية المثيرة دي ..صحفية شابة دخلت مغامرة

بدأت بجثة بنت اسمها زينب، حواليها غموض..ازاي ماتت ومين السبب؟

وانتهت بتفاصيل أهم من زينب نفسها...

من اول السطر :

الصحفية الطموحة اللي كانت بتنكش على المتاعب بإبرة ، لفت انتباهها رسالة في بريد الأهرام ، عن بنت مصابة بحروق راقدة في مستشفى بشبرا(مستشفى كتشنر)

مجهولة الاسم والعنوان وعلى وشك تموت

بصعوبة وصلت لصاحب الرسالة( عم سيد)

وقابلته وعرفت تفاصيل الحكاية ...

واحد من الباشوات جاب البنت المستشفى ،مصابة بحروق شديدة وحالتها خطرة ..

قال انها بتشتغل خدامه عنده.. وانها قررت الانتحار..

غرقت نفسها جاز وولعت النار ...قال انه وحاول هو ومراته انقاذها، وجابها المستشفى ..

واختفى الباشا وبقيت زينب تصارع الموت، وقبل ماتلفظ اخر انفاسها كانت حكت للممرضات عن "الهانم " اللي غرقتها جاز وولعت فيها،آ  وأن "سيدها" حسام باشا حاول يطفيها..ولفها في بطانية ، وجابها المستشفى.

واتبخر بعد كده.

وفضل عم سيد صاحب الرسالة في بريد الأهرام ، يتابع حالة زينب كل يوم لغاية ما ماتت ...وبقية تفاصيل الحكاية ماتت معاها .

عم سيد مواطن مصري بيدير جمعية خيرية في شبرا، بتجمع تبرعات وتصرف على اقسام الحروق في حدود شبرا وماحولها ... الراجل الطيب كان عنده احساسآ  ان زينب لها حق لازم يرجع..

الصحفية الجميلة دي ماصدقت حطت ايدها على الموضوع، راحت قابلت الممرضات اللي سمعوا شهادة زينب قبل وفاتها ..قالت لهم أن ستها واخوهاآ  مجانين، كانوا بيعذبوها وجوزها كان واقف على الحياد

قالت ان اخو ستها مجنون ودخل مستشفى الامراض العقلية اكتر من مرة

اكثر من مرة ...وانه مدمن مخدرات ولكم أن تتخيلوا كل التفاصيل البشعة اللي ممكن تحصل.

بعد يومين كان الموضوع المثير على الصفحة الاولى

وكل الصفحة الثالثة بعنوان واحد : من قتل زينب ؟ ومعاه آخر صورة للصبية قبل ماتموت ، ووشها مدهون مرهم حروق.

وفي نفس يوم صدور الصحيفة، اتلقت الصحفية الشابة اصعب مكالمة في حياتها ...

كانت والدة زينب بتصرخ بأعلى صوتها في التليفون ...

في نفس اليوم كانت الأسرة كلها وصلت من محافظة المنيا للقاهرة ، وقاعدة في مكتب الزميلة بتروي باقي تفاصيل اللغز:

الأم بتشتغل خدامة في بيت باشا كبير في المنيا..

الأب معوق بيتحرك على كرسي وبينطق بصعوبة

الأخت الصغيرة(هند) سمراء جميلة ....بتشتغل خدامة برضه في فيلا بمدينة 6 اكتوبر(مش خدامة بالظبط يعني ...)

وكتبت الصحفية الشابة بقلمها ودموعها تفاصيل الحكاية على اصلها وعلى لسان اصحابها :

تسكن الاسرة في قرية قريبة من عاصمة محافظة المنيا في وسط صعيد مصر.

الأب معوق ...لايوجد أي مصدر دخل للأسرة سوى الجنيهات القليلة التي تجنيها من خدمة البيوت ، كبرت البنتان زينب وهند.

فدفعت بهما الى مكتب التخديم ، في المكتب وكما يحدث مع اي بضاعة واردة ، قضت زينب واختها عدة ايام ، وفي هذه الفترة اوهمها مدير المكتب انه يحبها ويخطط للزواج منها ( كان سنها لم يتعد ال15 تقريبا) وتقريباً اخذ ثمن وعوده قبل أن يشرع في تنفيذ أي منها ..بل انه منحآ  صديق له فرصة الاقتراب والانفراد بالبنتين كل منهما على حدة

بعد عدة أيام تم توزيع البنتين كل منهما على مكانآ  ...ذهبت هند الى شقة مفروشة يسكنها طالب من إحدى دول الخليج..

وذهبت زينب الى اول طريق موتها، الذي بدأ بفيلا حسام باشا في النزهة الجديدة

روت هند بدموعها ماجرى لشقيقتها ، في الفرصة الوحيدة التي سنحت لهما والتقيا لعدة ساعات قالت : شقيق الهانم ( المجنون المدمن) واقعها عنوة عدة مرات ،وان الزوج أيضاً كان له نصيب من الأمر ، ولما علمت الهانم بالأمر قررت معاقبة زينب لأنها أغوت الرجلين ..بالإهانة والتجويع والضرب احياناً ثم تطور الأمر للكي بالنار ..

اجبرتها على فعل اشياء يندى لها الجبين حتى تمنت الموت.

عادت الأخت الصغرى وروت لأمها ماسمعته من زينب، والأم خادمة أيضاً في ظروف مختلفة ، استغرقت وقتاً حتى يسمحوا لها باجازة للإطمئنان على ابنتها ، وبالفعلا ذهبت الى فيلا النزهة الجديدةآ  فلم تجد أحداً هناك ، قال لها البواب أن الاسرة تقضي الصيف كله في قصرها في ابوتلات بالاسكندرية.

ولما توسلت اليه اعطاها رقم تليفون القصر.

الأم لم تدرك صعوبة مهمتها وهي تركب قطار اسكندرية لأن قلبها كان موجوعاً على زينب ...

عندما وصلت الى محطة القطار ومنه الى ابوتلات ..اسرعت الى السنترال ...

دست بالورقة التي كتبها البواب في يد الموظف ،فأخبرها أنه لا يجرؤ على الاتصال بهذا الرقم ...

وصرخ في وجهها : إنتي عارفة الناس دول مين ؟

قالت الأم : أنا أعرف زينب بنتي بس ...أنا عايزة زينب

تكمل الأم روايتها للصحفية : "ولاد الحلال دلوني على القصر ..

لقيت حيطانه عاااااااااااالية .....وبابه حديد ..

وفين لما لمحت الجرس ....دست عليه ماسمعتش الا صوت كلاب ..

صرخت انده على اسم زينب .....يازينب ...ردي على أمك ...وشفتها بتبص عليا من شباك بعيد،بعد نص ساعة اتفتح شباك تاني وسمعت صوت زينب بتنده....بعد دقايقآ  اتفتح الباب واتطلقت الكلاب.."

ظلت الأم تعدو وتتعثر وتسقط وتنهض وهي تصرخ باسم زينب.

في نقطة شرطة ابوتلات ،قبلت يد أمين الشرطة ليذهب معها ...

حلفت على المصحف أن زينب بتموت ...توسلت اليه ان يساعدها كي ترى ابنتها

استيقظت رجولة الأمين واصطحب أم زينب الى القصر، ودق جرس الباب بكل جرأة ..ودخل الى هناك وحده .

ظلت الأم تنتظر أن يعود الأمين الطيب وفي يده زينب ...

لكنه عاد وفي يده حقيبة وسارع بركوب البوكس وقال لها : مفيش حد هنا بالإسم ده ياحاجة ....شوفي بنتك صايعة مع مين ؟

كانت الحكاية قد اكتملت في ذهن الصحفية الباحثة عن المتاعب ، أكملتها من شهادة الخادمة الجديدة التي حلت محل زينب، روت لها حكاية سيدها مجدي المجنون المدمن،ومغامرات ستها ، ومن شهادة اطراف أخرى لايتسع المجال لذكرها

وصدرت الصحيفة في الاسبوع التالي وفيها المفاجأة ..

حكاية زينب التي ماتت مقتولة بينما القتلة يمرحون بلامبالاة.

أيامها تلقت الصحفية الشابة أكثر من تحذير ...

لكنها كانت تشعر بخيط ما يربطها بزينب ...

استطاعت الوصول الى محضر التحقيق في قضية زينب ...وتأكدت أن النيابة أيضاً مدانة لأنها " طرمخت " على الموضوع وحفظت القضية لأن زينب انتحرت، يومها رد وكيل النيابة بعصبية وهم بطردها من المكتب ، لكنها استطاعت ان تحصل على صورة من التحقيق يثبت تجاهل النيابة لشهادة الممرضات إكراماً لخاطر حسام باشا

ونشرت الموضوع بكل تفاصيله.

والقي القبض على شقيق الزوجة ..واعترف أنه اعتدى على زينب عدة مرات، وأن الزوجة كانت تقوم بتعذيبها ليل نهار، وانها دفعتها الى سكب الكيروسين واشعال النار ..

ولم يؤخذ باعترافه لأنه يعاني من مشاكل نفسية فأودع احدى المصحات

وهربت الزوجة الى الخارج ...وتحركت الدولة بجلالة قدرها ....عندما اتصل مدير مكتب وزير الداخلية بالصحفية الشابة ليسألها عن إسم أمين الشرطة!!!!
_____________________
بقلم: خالد الدخيل